قوة السلطة القضائية في العراق تثير حفيظة الكونكرس الامريكي
القاضي رائد عمران السعيدي
تُعـَد المؤسسة القضائية في أي دولة من دول العالم هي مصدر الأمن والأمان والاستقرار ، وهي من الوسائل المهمة التي تحقق العدالة بين الناس، وتسعى كل الدول الى استقلال القضاء واحترام أحكامه وعدم التعرض له باللمز أو بالادعاء بلا دليل واضح والذي قد يؤثر في سمعته وكرامته ، وقد قيل ( لا يكون هناك استقرار للدول إلا على ثلاث : قضاء عادل ، ونظام تعليمي فاعل ، ورعاية صحية شاملة).
ان السلطة القضائية هي الضمانة الرئيسة لإحترام حقوق الإنسان وبسط العدالة وضمان حقوق المواطنين ولها الأثر الأكبر في نزع الفتن والقول الفصل في الأمور المتنازع فيها، ولنا في موقف السلطة القضائية في العراق متمثلة في رئيسها الدكتور فائق زيدان المثل الكبير والنموذج الطيب في احقاق الحق وبسط العدل اضافة الى تعديل مسار العملية السياسية من خلال العديد من القرارات والاحكام التي تمس بنيان البلد وركائزه التي تستند عليها الدولة تحقيقاً للهدف المنشود وهو بناء دولة مستقلة ذات سيادة كاملة .
من قولنا هذا يتحتم علينا احترام السلطة القضائية ، وعلى الجميع عدم التعرض لها إلا لأمر واضح ودليل دامغ ، أما الهمز واللمز والقول بلا دليل فهذا الأمر مرفوض لما قد يسبب في اهتزاز صورة هذا المرفق مما قد يترك اثراً كبيراً على الأمن واستقرار الدول واضطراب العدالة .
ان احترام الأحكام القضائية واجب على الجميع ويجب ان تكون هناك ثقة كبيرة في هذا الجهاز لأنه يُعد صمام الأمان للمجتمع والعمل على تحقيق العدالة المطلوبة بين أفراده بلا تميّز أو انحياز .
لم يكن ماحصل في العراق من تطور لافت واستقرار امني وسياسي وليد صدفة أو محض خيال أو جاء بترتيبات سياسية وقرارات دولية، بل نتيجة جهود مضنية للقضاء العراقي عندما استطاع وضع العربة على السكة من خلال دوره كصمام امان في معالجة اخطاء العملية السياسية التي هددت أمن البلاد واستقرارها، وبالجانب الاخر دوره في تقويض أخطر عمليات الارهاب والفساد ، تلك الآفات الخطيرة التي استغلتها اذرع واجندة بهدف تقويض معالم أي تقدم، وكانت اولى الخطوات انتشال البلد من محن كبيرة واجهته سنوات طويلة حرقت الحرث والنسل وخسر فيها العراق خيرة شبابه وشاباته بعد احداث امنية وارهابية دامية .
نتحمل اليوم مسؤولية وطنية كبيرة كمواطنين وصناع قرار في قول كلمة الحق والرد على كل المشككين من الداخل والخارج الذين ينالون من القضاء العراقي واستهداف شخصياته التي اجادت وكانت صوت الحق في تقويض الارهاب والفساد ووضع الامور في نصابها الصحيح عند كل خلاف سياسي من خلال قرارات المحاكم العراقية على اختلاف تخصصاتها التي وقفت سداً منيعاً ولم يرهبها الترهيب الذي مارسه البعض لإبعاد القضاء عن دوره الوطني والانساني والقانوني وفقد القضاء من أجل ذلك قوافل من الشهداء والتضحيات الجسام .
تحية للقاضي فائق زيدان وكل رجال القضاء الشجعان الذين كانوا سيفاً للحق وصمام امننا الاجتماعي والسياسي ونقول لهم كل الشرفاء معكم وكل المخلصين لم يتركوا رعاع القوم في النيل منكم واستهدافكم لأسباب تتعلق بأمراض تعيشها عقولهم المريضة وارتباطاتهم بأجندة دولية تسعى بإستمرار لتقويض عمل القضاء وابعاده عن دوره الوطني والانساني .
ان التصريحات المسيئة التي أطلقها عضو مجلس النواب الأمريكي (مايك والتز) ضد مجلس القضاء الأعلى وخصوصاً رئيسه القاضي الدكتور فائق زيدان رئيس السلطة القضائية في العراق الذي بخبرته وحنكته ومهنيته طالما كان صمام أمان للكثير من المشاكل والتحديات الكبرى التي عصفت بهذا البلد وخصوصا العملية السياسية، لذا ندين و نستنكر بشدة هذه التصريحات ومحاولات بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي وعلى رأسهم هذا النائب (مايك والتز)، لتمرير تشريعات تستهدف سمعة المؤسسة القضائية العراقية العريقة وهيبتها التي كانت ومازالت السد المنيع لحفظ قوة القانون وهيبته وتطبيق الدستور" .