آخر الاخبار

shadow

دور القضاءالدستوري العادل والتأسيس المتوازن لبناء الدول المتحضرة ( المحكمة الاتحادية العليا في جمهورية العراق في ضوء قراريها المرقمين 9/ اتحادية/2023 و 237 وموحدتها 243 / اتحادية / 2023 ، انموذجاً )

القاسم بن عاشور جامعة - سوسه

اليوم فقط تعمق شعوري بالثقة والفخر
من اللحظة الاولى التي وقعت عيناي على مفاصل عقدين من اللؤلؤ الذي نظما بيد بارعة الصنعة وفكر بعيد الغور وروح تستوعب المتعارض من المشتهيات فتصوغة في قالب الموضوعية باسترخاء ، وراحة بال بلا ترددٍ ولا ارتعاشٍ ولا رجاءٍ لمديح ولا خوفٍ من تلويح ، قبل ايام كنت غارقاً تتقاذفني موجات الاحباط اترقب حلول اليأس ،واذا بالفجر الصادق ينبجس من بين صخور الليل البهيم ،لست اغالي اذا عبّرت ان هذين القرارين  قد عدّلا الموازين المعوجة ! واشاحا عن هذا الطريق الموحل اكوام النفايات المتراكمة !!! واعادا لكل حرٍ هيبته ! وابرقا لكل نبيل ومضة املٍ بالحياة المحترمة !!،
قراران ارسيا بين طياتهما جملة من المبادئ الرصينة وتسلسلاً منهجياً لوقائع المرافعة واستعرضا باسلوب موزون منصف دفوع الخصوم وتميزا بالتسبيب العميق الواضح الدلالة المتين الحجة بنَفَسٍ فقهيٍ معمق تُجّلِلَهُ سعة افق وقضائيٍ برصانة عدل ودقة محترف استوعب الاسس الفلسفية المؤسسة للنصوص القانونية مبتعداً كل البعد عن الطريقة التقليدية المعتمدة في صياغة القرارات في ظروف مماثلة إذ بها تجاوز المتعارف عليه في هذا المعترك ، حتى جاز لي ان اصورهما بحق كأن كل واحدٍ منهما ( لوحة بريشة فنان مبدع وسلسلة من حلقات حجزتها تاخذ بحجزة بعض) اما الان  فقد تضاعف يقيني وترسخ اعتقادي ان من يعتلي هذه المنصة قامات ذوات افهام متفقهةٍ متنورة إستحالت بمفاهيم قانونية دقيقة ، قالت كلمة الدستور والقانون في  ( ممارسات لا دستورية ولا ادارية وتطبيقات لا قانونية خاطئة واردة ! في ادارة بعض المفاصل المهمة في الدولة امتطت صهوة المصلحة العامة للوصول الى مصالحٍ شخصية ضيقهٍ ورغبات عبثت بكل اساسٍ صالحٍ حتى كادت تشوه الواقع وتحتكر الحقيقة وتغلق للمسؤول كل اذن وسمع حتى يصبح قبلته التي لايرى سواها ولا ينداح الى غيرها فالحق والحق يدور معه الحق حيثما دار حتى كاد ان يكون الظهر القبيح وجهاً مريح ولاحول ولا قوة الا بالله).
قراران كانا بحق مصداقين عملين بمنتهى البساطة والوضوح يستشعر قيمتهما ويتلمس اثارهما  وجداناً غير المختص ليعيدا التوازن والحيوية لشهية المهتم و لصاحب الاختصاص  ( فسبحان من يحيي العظام وهي رميم ).
ولندع للانصاف فماً يصدح بواضح الصوت ان لهذين القرارين حق ان يدرسا في ارقى الجامعات ليس لفرادتهما فحسب بل لاهمية اثارهما على المجتمع والوظيفة والنظام وبناء الدولة واحترام الاختصاص وترصين مبدأ الفصل بين السلطات والتعاون والتكامل بينها وعدم الاستئثار والاستغلال تحت اي عنوان مهما دق اولطُف وهما بالمحصلة النهائية بعثا رسالة اطمئنان مفادُها ان هذه الارض لم تزل مثمرة بالكفاءة والعبقرية والضمير
والاذُن الواعية
بوركت تلك السواعد والعقول التي انتجت وابدعت.

القاسم بن عاشور
جامعة - سوسه

 

مواضيع ذات صلة